الرمز الدولي للبلد هو العلم الوطني . ولكن العلم لا يمثل هوية الشعب مباشرة، فالهوية الوطنية تتم صياغتها في قلوب الناس من جيل إلى جيل عبر قرون طويلة. لذلك نجد فيها تراث الثقافة التقليدية والهوية التي طبعت في جينات الشعب. الرموز الثقافية للشعب الكوري متنوعة وحيوية كما هو الحال في البلاد الأخرى. ابتداء من التراث الثقافي للأجداد إلى الأحداث العادية في الحياة اليومية يرمز كل منها إلى هوية الكوريين وذوقهم الخاص للجمال.
الزي الكوري التقليدي هو الهان بوك، والشيء الذي يميز الهان بوك هو الجمال الطبيعي بالرغم من شكله البسيط، وهذا يعبر عن مدى محبة الكوريين للطبيعة وكرم شخصيتهم وتظهر صورة الرجولة من القوة من خلال طرف البنطلون المربوط بحزام الكاحل الأخضر بينما صورة أنثى من الرشاقة والجمال تظهر من الثوب الطويل.
الكوريون لهم لغة مستقلة بذاتها ونظام كتابة، وفي سنة 1446م اخترع الملك سيجونج الأعظم حروفا هجائية تستخدم في كتابة اللغة الكورية سهلة سميت باسم الهانغول .
تتكوّن الهانغول من 28 حرفا صامتا وصائتا (14 صامتا و10 صائتا)، و تشابه الصوامت الأساسية العضو اللفظي و تقلد الصوائت الأساسية ثلاثة عناصر لتكوين (,) الفلك السماء (-) والأرض(ا) والانسان.
ويعد الهانغول من أكثر الحروف المنطقية والعلمية في العالم من حيث أنها قد اخترعت مقلّدة تلفظ الإنسان العضوي وتعكس الحروف نفسها خصوصية الصوت. الكيمتشي (الخضر المخللة الحريفة) والبولغوغي (اللحم المشوي) هما من الطعام الكوري التقليدي.
لقد تطور الكيمتشي بكونه طريقة لحفظ الخضراوات لمدة طويلة وهناك إدراك من المجتمع في تأثير الكيمتشي في الحد من أمراض الشيخوخة لوجود الألياف عالية القيمة التي تحتوي على المركبات الرئيسية مثل الخضراوات والفلفل الأحمر الذي يساعد في منع السمنة مع الأكل.
رائحة الطعام الكوري تنبعث من أنواع مختلفة من البهارات كما هو الحال في الكيمتشي والبولغوغي. عندما يخلط بالبهارات الكورية يمتلك اللحم الأحمر الدسم رائحة شهية خلافا لطبق اللحم الغربي.
وبالنظر إلى التراث الثقافي الكوري لا يمكن إهمال معبد بولغوكسا و كهف سيكغورام. معبد بولغوكسا يرمز إلى الهندسة المعمارية في العهد الذهبي للبوذية الكورية إبان مملكة شيلا الموحدة (668-935م).
ويقع معبد بولغوكسا في كيونجو، عاصمة مملكة شيلا القديمة وتحيط به الكنوز الثقافية الأخرى مثل جسور تشونكونكيو وباكونكيو و دابوتاب باكودا وسوكاتاب باكودا.
كهف سيكغورام بناء أثري عجيب يرمز إلى الفلسفة البوذية والعزة الوطنية، والتيكوندو، وهو فن قتال كوري تقليدي، ليس معروفا في كوريا فقط بل في العالم. التيكوندو هو الفن القتالي الرشيق بكونه فنا للدفاع أكثر من الهجوم وممارسة التمرين حيث التمرين النفسي أمر مهم جدا انطلاقا من الايمان بأن الجسم والنفس يجب أن يكونا واحدا. ويمتد أصل التيكوندو إلى التمرينات الكورية التقليدية مثل السوبيوكتشيكي والتايكيون. وبخاصة أن التايكيون يتميز بحركات رشيقة غير سريعة، وغير بطيئة وكل هذه المميزات تعكس شخصية الكوريين القومية.
الشيء الذي يدفع الزائرين لكوريا في شرائهم هو نبات إنسام الكوري(جينسنغ). بالمقارنة إلى جينسنغ الذي ينمو في الدول الأخرى، فإن إنسام الكوري(جينسنغ) له آثار طبية متفوقة ومميزة. ومنذ أنه كان معروفا بإكسير الشرق في الزمن االقديم يعترف بها الآن مكونات جينسنغ في العلوم الطبية الحديثة وتستخدم مكونا رئيسيا للمنتجات الصحية.
إن الثقاقة الكورية يمكن وصفها بإيجاز بأنها ثقافة الفكاهة والهجاء. وأول شيء فيها رقص الأقنعة المسرحي التقليدي المعروف بتالتشوم.
يعد تالتشوم وسيلة للتخلص من الإحباط المتراكم حيث يخفي الفرد هويته وراء قناعوللتعبير عن وعي الكورييين الاجتماعي بما فيه سخرية عامة الناس من الأغنياء والأقوياء.
وبالنسبة للموسيقى يعد جونغميو جيرياك أهم الثروات الثقافية لأنه عبارة عن الغناء والرقص الذي استخدم في أداء الطقوس التراثية بواسطة الأجيال المتتالية من الملوك في عصر مملكة تشوسون ( 1932-1910م).
الموسيقى التي قام بتلحينها الملك الأعظم سيجونغ في عام 1447 من أجل تمجيد منجزات الملوك القدماء واحتفال بتأسيس المملكة تم إعادة توزيعه لاستعمالها في الطقوس السلفية الملكية في عام 1463 في أثناء فترة حكم الملك سيجو.
تمتاز موسيقى جونغميو جيرياك بالأناقة والعظمة بسبب جودة نغمات ألحانها وتمثل التقاليد الموسيقية الكورية الطبيعية بصورة جيدة.
وتم توارث جونغميو جيرياك في المؤسسات الموسيقية القومية لمدة 600 سنة. وفي غضون ذلك عرفت بوصفها قطعة نادرة تجسد الجمال الموسيقي لمملكة تشوسون بتأكيده على موسيقى الطقوس.
وتتكون موسيقى جونغميو جيرياك من لحنين لأغنيتين وهما بوتيبيونغ ذو 11 حركة وجونغ دايوب ذو 15 حركة. وإذا ارتبط بالرقص الخطي الذي يسمى بإلم الذي يؤديه 64 راقص، فإنه يجمع العناصر الثلاثة من أكامو وهي "اللعب، الغناء، الرقص".
كوريا، باختصار، أرض لها كثير مما يغري الزائر، من جمال جبل سراكسان إلى كل الحناجر الأخرى والأنهار والسهول، والغدران على ثلاثة جوانب حولها. سوف تكتشف الذي يجيء الزوّار من أجله وختاما بالطبيعة الجمالية والثقافية لكوريا.
[img]
[/img]